الاثنين، 8 يوليو 2013

كتاب محمد

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تقديم الكتاب :
كتاب حياه محمد

لمحمد حسين هيكل 

أمر محمد صلى الله عليه وسلم بأن يبلغ عن ربه، ولم تبين له الطرق التي يتبعها في التبليغ وفي حماية الدعوة، وترك له أن يتصرف بعقله وعمله وفطنته، كما يتصرف غيره من العلماء والعقلاء. وجاء الوحي مفصلاً قاطعاً في كل ما يخص ذات الإله ووحدته وصفاته وكيفية عبادته، ولم يكن كذلك فيما يخص النظم الاجتماعية للأسرة والقربة والمدينة والدولة منفردة ومرتبطة بغيرها من الدول، فهناك مجال واسع للبحث عن عظمة النبي صلى الله عليه وسلم قبل الوحي، وهناك مدى فسيح للبحث عن تلك العظمة بعد الوحي.
فقد صار مبلغاً عن ربه داعياً إليه، حامياً لتلك الدعوة ولحرية الداعين، مدافعاً عنهم، وأصبح حاكم الأمة الإسلامية وقائد حربها ومفتيها وقاضيها ومنظم جميع الصلات والروابط فيها، وبينها وبين غيرها من الأمم. وقد أقام العدل في ذلك كله، وألف بين أمم وطوائف ما كان العقل يسبغ إمكان التأليف بينها، وظهرت الحكمة والرصانة وبعد النظر وكمال الفطنة وسرعة الخاطر وقوة الحزم في كل ما يصدر عنه من قول أو فعل، وتفجرت منه ينابيع العلم والمعرفة، وينابيع البلاغة التي يطأطئ البلغاء رؤوسهم أمامها إجلالاً وهمية، وفارق الدنيا وهو راضٍ عن عمله مرضيّ من الله ومن المسلمين. وسيرة محمد صلى الله عليه وسلم، كسائر العظماء، أضيف إليها ما ليس منها، أما عن حب وهوى وحسن قصد، وأما عن سوء قصد وحقد. غير أنها تمتاز عن سير العظماء جميعهم بأن منها شيئاً كثيراً ضمه الوحي الإلهي، وضمن حفظه القرآن المطهى، وشيئاً كثيراً روي على لسان الحفاظ الثقات من المحدثين، وعلى هذه الأسس الصحيحة يجب أن تبنى السيرة، وأن يستنبط العلماء منها حكمها وأسرارها ووثائقها، وأن تحلل التحليل العلمي النزيه، ملاحظاً في ذلك ظروف الوسط وحال البيئة ونواحيها المختلفة من عقائد ونظم وعادات.


التحميل
من هنا



0 التعليقات:

إرسال تعليق